زوال الرعشة لمريضة شلل رعاش بعد جراحة كي الكتل القاعدية
شارك هذه الصفحة:

يعد مرض الشلل الرعاش (باركنسون) أحد أكثر اضطرابات الحركة شيوعًا، وهو حالة تنكسية مرتبطة بالعمر حيث تُصيب الدماغ، وتؤدي إلى تدهور بعض مناطقه. من المعروف أن مرض الشلل الرعاش يسبب الاكتئاب، ويجعل ممارسة الحياة الطبيعية أمرًا شبه مستحيل. لذلك، قررت هذه السيدة السفر من دولة ليبيا الشقيقة، أملًا في الحصول على راحة من أعراض هذا المرض المدمّر للحياة، وذلك بفضل الدكتور زياد يسري أستاذ جراحة المخ والأعصاب والشلل الرعاش.
معاناة المريضة مع مرض الشلل الرعاش:
في البداية، كانت المريضة تعاني من بعض الأعراض الأولية التي لم تكن تعلم أنها قد تكون مؤشرًا على احتمالية الإصابة بمرض باركنسون، مثل: الإمساك وضعف حاسة الشم. بعد ذلك، بدأت تشعر بأنها لم تعد قادرة على استخدام يديها في الأعمال اليدوية ببراعة كسابق عهدها، حيث لاحظت تغيرًا في خط يدها أثناء الكتابة، وصعوبة في استخدام يدها عمومًا. كانت تظن أن تلك الأعراض بسبب التقدم في العمر. ومع مرور الوقت، بدأت تلاحظ بطئًا في حركاتها، وكانت تعتقد أنه ضعف في قوة العضلات، فلم تعر هذه الأعراض اهتمامًا كبيرًا.
ولكن أصبحت الأعراض أكثر حدة، وظهرت رعشة تحدث أثناء فترات الراحة، أي في الأوقات التي لا يكون فيها استخدام للعضلات. كما بدأت تشعر بتيبس ثابت وغير متغير عند الحركة. بالإضافة إلى ذلك، كانت تحدث حركات متقطعة ومتشنجة تشبه حركات عقرب الثواني في الساعات الميكانيكية. لم تستطع المريضة ممارسة حياتها على نحو طبيعي؛ مما دفعها لاستشارة طبيبة.
أجرى الأطباء في ليبيا عددًا من الفحوصات التي أشارت إلى إصابة المريضة بمرض الشلل الرعاش. شعرت المريضة بحزن وخوف شديد عند سماعها هذا التشخيص، حيث ظنت أنها لن تكون قادرة على ممارسة حياتها على نحو طبيعي مرة أخرى. حاولت المريضة تجربة عدة علاجات دوائية دون جدوى؛ مما جعلها تشعر بفقدان الأمل والاكتئاب.
سفر المريضة إلى مصر للبحث عن علاج لمرض الشلل الرعاش:
كانت المريضة تتابع وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن تجارب مرضى الشلل الرعاش والعلاجات الحديثة، أملًا في العثور على علاج لحالتها. وكانت المفاجأة أنها وجدت عددًا من الأشخاص يرشحون مركز باركنسون مصر، وهو الأول من نوعه في مصر وأفريقيا لعلاج اضطرابات الحركة، تحت إشراف الدكتور زياد يسري، أستاذ جراحة المخ والأعصاب والشلل الرعاش. شاهدت المريضة تعليقات إيجابية كثيرة عن الدكتور زياد يسري؛ مما دفعها للسفر إلى مصر لاستشارته.
استشارة الدكتور زياد يسري:
أجرى الدكتور زياد يسري فحصًا شاملًا للمريضة، بالإضافة إلى عدة فحوصات دقيقة، مثل الرنين المغناطيسي، لتقييم حالتها. أخبرها الدكتور زياد يسري أنه يمكن إجراء جراحة متخصصة لتحسين أعراض الشلل الرعاش لديها؛ مما أعطى أملًا كبيرًا لها. كما أوضح الدكتور زياد يسري أنه يوجد عدة طرق جراحية حديثة لعلاج اضطرابات الحركة، تكمُن الدقة في اختيار الإجراء المناسب لكل حالة، اعتمادًا على طبيعة الحالة المرضية. رشح الدكتور زياد يسري إجراء جراحة كي الكتل القاعدية، وهي تقنية تُستخدم عندما لا ينجح العلاج الدوائي في السيطرة على الأعراض.
إجراء جراحة كي الكتل القاعدية:
أجرى الدكتور زياد يسري جراحة كي الكتل القاعدية للمريضة. تضمنت الجراحة تدمير منطقة الكرة الشاحبة (Globus Pallidus) ، وهي المنطقة المسؤولة عن ظهور أعراض الشلل الرعاش. تعمل الجراحة على تقليل نشاط هذه المنطقة؛ مما يساهم في تقليل أعراض الرعشة وبطء الحركة. خلال الجراحة، تم وضع إطار لتثبيت رأس المريضة، ثم تحديد مسار دقيق للجراحة من خلال الأشعة المقطعية. بعد ذلك، جرى تعقيم الرأس وإجراء شق جراحي دقيق لإدخال أقطاب كهربائية تُستخدم لتحفيز الدماغ ومراقبة تغيرات الأعراض. بعد الوصول للمنطقة المصابة، تم توجيه طاقة حرارية دقيقة لكيّ الكتل القاعدية. وفي النهاية، تم إجراء أشعة رنين مغناطيسي للتأكد من السيطرة على الأعراض بنجاح.
شفاء المريضة من أعراض الشلل الرعاش:
بفضل خبرة ومهارة الدكتور زياد يسري، حصلت المريضة على راحة من الرعشة، بطء الحركة، والتصلب. بالإضافة إلى ذلك، استعادت المريضة قدرتها على ممارسة حياتها على نحو طبيعي.