الانتقال من الارتعاش إلى الثبات وانتصار أ/هاني على الشلل الرعاش

من المذهل التقدم الذي شهده مجال جراحات المخ والأعصاب في الآونة الأخيرة، خاصةً عندما يكون مقترنًا بأيدٍ ماهرة، فإن ذلك يحقق المعجزات. لم يكن من الممكن تصديق أنه سيأتي اليوم الذي يتغلب فيه المرضى على أعراض الشلل الرعاش المزعجة. ومع ذلك، أصبح ذلك ممكنًا بفضل ريادة الدكتور زياد يسري أستاذ جراحة المخ والأعصاب والشلل الرعاش في علاج أعراض الشلل الرعاش بنجاح.

كانت رحلتي مع مرض الشلل الرعاش مؤلمة للغاية، فقد تسبب هذا المرض في التأثير على حياتي العملية والاجتماعية. في البداية، شعرت ببعض الأعراض التي لم أكن أتوقع أنها تكون علامات أولية للإصابة بالشلل الرعاش، مثل: فقدان حاسة الشم، الإمساك وبعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي، زيادة إفراز اللعاب، وتعابير وجه تشبه القناع.

بعد مرور فترة من الوقت، أصبحت الأعراض أكثر حدة، بدأت أشعر بالارتعاش في جانب واحد من الجسم أثناء الراحة مع تباطؤ حركاتي. تسببت تلك الأعراض في خوف عائلتي، والذين أصروا على زيارة طبيب في أقرب وقت.

في البداية، ذهبت لطبيب مخ وأعصاب، فأخبرني أنني أعاني من الشلل الرعاش. وصف لي الطبيب بعض الأدوية، لكن لم تحقق نتائج لمدة 5 سنوات متواصلة؛ مما جعلني أبحث عن علاجات أخرى. كنت قد سمعت عن بعض الجراحات المتقدمة التي يمكنها علاج أعراض الشلل الرعاش. لذلك، بحثت عن طبيب متخصص في هذه الجراحات المتقدمة.

- أولًا، بدأت البحث خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث عن طبيب مخ وأعصاب متخصص في علاج اضطرابات الحركة.

- ثانيًا، بعد بحثي المكثف، وجدت بعض الأطباء المتخصصين في جراحة المخ والأعصاب واضطرابات الحركة. ومع ذلك، كنت أشعر بالحيرة الشديدة بشأن اختياري لأحدهم.

- ثالثًا، كثفت بحثي على وسائل التواصل الاجتماعي عن تجارب المرضى مع هؤلاء الأطباء، وعن الطبيب الذي يُجري هذه الجراحات المتقدمة في مصر. وجدت العديد من التعليقات الإيجابية حول الدكتور زياد يسري أستاذ جراحة المخ والأعصاب والشلل الرعاش، وتخصصه الدقيق في علاج اضطرابات الحركة. كما وجدت أنه أنشأ أول مركز في مصر وأفريقيا، يسمى "باركنسون مصر"، لعلاج اضطرابات الحركة؛ مما شجعني على استشارته.

أجرى الدكتور زياد يسري فحصًا شاملًا لحالتي، وأخبرني أنني أعاني من مرحلة متقدمة من الشلل الرعاش. شرح لي الدكتور زياد يسري أنه يمكن إجراء جراحة متخصصة، وهي جراحة التحفيز العميق للدماغ لعلاج أعراض الشلل الرعاش. شعرت بالخوف الشديد والأمل في نفس الوقت، حيث وجدت علاجًا محتملًا لحالتي، ولكنني كنت أشعر بالرهبة من هذا الإجراء. ومع ذلك، أدركت أنني فقدت قدرتي على الحركة على نحو طبيعي. كما أنه طمأنني الدكتور زياد يسري كثيرًا حول الإجراء، ورأيت العديد من نجاحاته مع المرضى؛ مما شجعني على الخضوع للجراحة.

أجرى الدكتور زياد يسري جراحة تحفيز الدماغ العميق، وشمل الإجراء عدة خطوات تمت في أوقات مختلفة. كانت الخطوة الأولى والثانية تتمثل في إدخال أسلاك التحفيز في الدماغ. ثم في الخطوة الثالثة زرع جهاز أو بطارية محفز "مولد نبضات" تحت جلد الجزء العلوي من الصدر. تعمل هذه الجراحة على تعطيل الإشارات غير المنتظمة في المخ التي تسبب الحركات اللإرادية في مرض الشلل الرعاش.

بفضل خبرة ومهارة الدكتور زياد يسري، حصلت على فترة تعافٍ سلسلة. شعرت بالذهول والغبطة في نفس الوقت عندما وجدت نفسي أستطيع الحركة على نحو طبيعي. أصبح بإمكاني المشي وحمل الأشياء دون حدوث حركات لاإرادية أو رعشة، واستعدت حياتي المهنية والاجتماعية على حد سواء.